Thursday, September 25, 2008

سألوني عن لحظه ألم فأحترت

أغمضت عيني و عندما ارتد الي طرفي
وجدتني امام تلك المرآة ...ضفيرتي علي كتفي
عيناي متورمتان و دموعي تنهمر
فجأة يقرع الباب الجميع متدمر من أغلاقي اياه
و لكن أين اضع هدا الشريط
أخفيته في جيبي لم أمسح دموعي فالجميع يعلمون ما انا فيه
سرت بخطوات متثاقلة اتسآئل
عما سيحدث لي في هده الساعات القادمة
هل سأتألم؟ هل سأفقد وعيي؟أم سيمر كل شيئ دون ان اشعر
سأحمل علي الأعناق ؟ سأواري بالتراب؟
لا يهمني فأنا احيا في وأد ولا اخشي الظلام
لكن لحظة مادا بعد الظلام؟ ملكان؟ وامتحان؟
معاناة وخسار؟ و مقعد من نار؟
هل سأهرب من ويلاتي الي سقر؟
لأصهر قلبي بما وقر

أسرعت الي دلك الوشاح الاسود تلفعته و رجوت الله ان اخلعه
ركضت ..لم انتظر المصعد
اسقط و اتشبث بما حولي
هدا السم يسري في عروقي
هده اليد تمتد كي تقبض عنقي
جلست تحت اللمبة الحمراء
مرت ساعة كامله و انا في غيابات الهول
ارتعد بشدة ليس مرضا و لكن خوفا
مادا اقول له الآن استنجد به بعد ان خدلني و اخدلته
مادا سيفعل يا تري
هل سيصيح في وجهي
ويتهمني بالجنون ام سيجرني جرا في المشفي امام الجميع
ام سيبكي حسرة علي
نادتني مساعدته فدخلت اليه و سألني عن سبب مجيئي
اخرجت له الشريط و قلت له "بابا انا اخدت ده كله"
امسك به ...تفحصه بهدوء
وقال لا تقلقي انه مجرد فيتامين
أغتظت لاستخفافه بعقلي شعرت برغبة قاتله في لكمه لكمة صاعقه
كنت افقد السيطرة لكنني لم اتحرك
امسك هو بالهاتف و اتصل بزميله طبيب المخ و الأعصاب
فحادثه بالأنجليزية التي اجيدها و دكر له مصطلحات طبيه افقهها
نهض و أمرني ان آتي معه و سار امامي-لا بجانبي
الي غرفة الطوارئ
كان خجلا مني يحسبن كثيرا و يتنهد عاليا
تركني بينهم و انصرف
و بدأت معاناتي في جزيرة القطن
أحضر الطبيب خرطوما عريضا و ثبت رأسي بغلظة
ثم أدخل داك الخرطوم بأنفي في لحظة تجمدت فيهاكل أعضائي
لا أسمع شيئا و لا اري شيئا ولا اتدكر شيئا
ولا اشعر سوي بالالم المتفجر
دوار و رغبة في القيئ كلما ملأت معدتي بالماء و عاد
محملا بلون وردي و فتات عشرين قطعة من الجحيم
حتي فرغت..فجاء عزرائيل و نزع الخرطوم بغلظه ايضا فسالت الدماء من انفي
لكنه لم يهتز فقط امر مساعدته ان تضيف الي لونين آخرين من الوان العداب
ابرة من لهيب مصهور
و محلول من ثلج جليدي
علي سرير اخر محاط بالستائر في وحدة الطوارئ امضيت ساعات اخري من الموت البطئ
في لحظة تمنيت ان اقطع يدي اليسري و القيها عني
في دلك الجو البارد هي كالثلج ودلك المحلول يتأرجح علي اعصابي ليديقني كل قطرة نطكهة جديدة من الالم
ليتني اغفو غفوة او انام او اموت
لكن كيفو هدا السائل الشيطاني يقتحم دمي
لا استطيع ان امسك بيدي و أدفئها لما فيها من سن مغروسه و مثبته
قلت سأفكر في شئ آخر لأسلو هدا العداب و ادا بي أؤتي ضعفين
تدكرت ابي..كيف انه كان بدلك الهدوء
كيف انه لم يبكيني و لم يحتضنني ولم يخش ان يفقد ابنته دات الاربعة عشر عاما
أخدت ارسم صوره علي سقف الحجره و اعبث بها و أشوهها
بعد بضع ساعات نزع السن عني و جاء ابي فاصتحبني الي الخارج قائلا"
مش عاوز ماما تعرف اي حاجه عن الموضوع ده انا كلمتها و قلتلها انك معايا
أجبته بأيماءه ودهبنا الي المنزل بعد ان ابتعنا طعاما شهيا
و زرعت هدا السر في قلبي و سقته افاعيل ابي حتي نما و تشابكت فروعه


لم اكن اعلم انك انسان يا ابي لم اكن اعلم انك تتألم مثلنا و تبكي
فأنت بيننا مخلوق فولادي غريب
تعدني ولا تفي تسألني عن رأيي ثم تعاقبني عليه
كنت انفر من قوتك و جبروتك
وضعف امي امامك بل انني كنت عندما اراها متزينة لك
اتخيل انك تفترسها و تسيل دماؤها بين اسنانك
لكنني لا ابالي فهي التي تتقرب لك بعد يوم من الشكوي و البرطمه
لم اهتم انا بحقوقها اللتي غفلت عنها؟
كرهتها هي الأخري و سلبيتها و ازدواجيتها
وكرهت نفسي لأني من ممتلكاتكما
مند هده اللحظه عاهدت نفسي علي الصوم امامك
لا اناقشك لا اطلب منك شيئا ولا المسك
ولا اعبرلك عن حبي او كرهي
فقط أستغلك و أفعل ما يحلو لي و اكتب ما يحلو لي و احلم بما يحلو لي في عالمي الخاص و انت ساه
حتي تفيق وقد خرجت من قوقعتك و وجدت مصدر قوة غيرك فلا يكن لك علي سلطان

ليس بعد مرور اربعة سنين و نصف السنه علمت انك انسان يا ابي
بل بعد ثمانية عشر عاما و نصف العام
عمري كله و انا اتخيلك شيا اخر
سامحني لكن لا تظلمني

انت من اخفيت عني مشاعرك
انت من لم يحتضنني ولو مرة
انت من خاصمني لسانه شهورا طويلة دون دنب و افتراء
وخاصمتني روحه مند ولدت
انت من عدبني بما احب و اهانني امام الاطفال
وجعلني ادور حول نفسي بالغرفه المجاورة له الف مره قبل ان اتي لأطلب منه طلبا هينا
وانت من جعلني اخجل من جسدي و جنسي و ضعفي
وضحك عاليا و انا ابكي
وصمت هادءا و انا احتضر

لم اريدك ان تتحمل مسؤليتي هادءا هاكدا
لم اكن لأفهم
اردتك ان تهلع لهلعي و تظر الألم لألمي
ان تبحث عن سعادتي كما تبحث عن مصلحتي
خلال السنوات الأربع الماضية ابعدتك عن حياتي
تمر السته اشهر و لا استمع الي صوتك فلا اشتهيه و لا اتدكره
لكن الآن بعدما تحرر من عبوديتك ناظري
استطيع ان اراك كاملا
لست بهدا السوء انت عالم جليل دو خبره عظيمه و محاضر لبق تجدب الابصار و تضرب من الامثال احسنها
وطبيب بارع ياتيه الناس من كل حدب و صوب طلبا لمشورته يفعل الخيرات و يتضرع لرب العباد و رجل يخطف الانظار و يجلب الفخار
لقد فعلت ما بوسعك
و عاقبك الله علي تقصيرك كثيرا علي يدي و يد غيري
والان حان وقتي و زمني
ساتفهمك سأقف بجانبك في ضعفك
سأسعدك كما تريد ليس كما أريد انا
و ها انا دا قد فعلت
فاهنأ بالا حبيبي
لكن رجاءا لا تسألني لم أبكي كلما احتضنتني