Sunday, December 13, 2009

هروب

تذكرت قوله لي فانا ادرك اهميه ما يقول عندما يصمت خلال الحديث لدقائق تهيء لهيبة الجملة و تفسح مجالها الي عقلي قال "سيقتل الناس كثره ارائهم الصحيحة"سالته عن فكرتي هل هي المختاره التي كتب لها ان تسود ام انها الفكره الصحيحه المؤديه لدورها الشرفي لا اكثر علي المسرح الكبير
قال "انت تفسدين اللعبه ستصبح ممله"
الصراع بين اثنين يكون به غالب و مغلوب خاسر و مستفيد لكن دخول اطرافا اخري لا تؤيد بعضها بل تنهش بشراسة الانانية في الفكرة الفريسة , فهذه هي مذبحة الحياة

منذ ذلك الحين اخذتها كلمه و صرت اقاتل اولا... و كان هناك سببا كافيا لاسلك اي من الطرق لكنني كنت احضر الشموع وابتهل كي يظل النوريبرق في ثنايا صدري .. وتظل اسبابي صلبانا حديديه عتيقه لا تتحرك

وتوالت الهزائم و الجروح .. تكاثرت الاسئله وبات الضياع طبيعيا جدا ... عدت اليه ... كان ينظر الي بسخريه قال انني لا استطيع الانسحاب و قال ان انسحابي سيحتسب داخل اللعبه .. صرخت وكيف اقاتل بلا ايمان ولم اقود راسي الي مسقطها ؟ ... اجابني : ستسقط لا محاله ...

كان قاسيا.. لم يحرك ساكنا لضجيجي فخرجت اجري في الفناء ابث غضبي في المكان .. العن وفقط .. لاني لا ادري ماذا العن
وتهت لسنوات بين حنين لايام القتال و تعلق بنجوم كنت اراها و انا اطفو علي سطح النهر ياخذني حيث يريد ..
طوال هذه السنين لم ابحث عن رفقاء بل كنت استمع لاحاديث الطافيين حولي في ظلام السمر ... و افجع لها ... فاسبح بعيدا و يغتاظ النهر .. لا يفهم النهر تمردي ...
لكنه لهي بي كثيرا حتي لفظني لفظه ملل .. لم يكن يفهم النهر ثقل وزني و دروعي ...

لم تنفع الدروع في البرد رغم ثقلها و قوتها فالقيتها بعيدا .. كنت ارتعد بردا و خوفا من كل ما الفته عيناي ... بحثت عن شخص ليس من الطافيين ولا الملفوظين ولا الجنود .. بحثت عنه كثيرا و تجاهلت سخريه محتسي الكؤوس و عاشقي المرايا و هؤلاء الاشخاص المتجعدون الصامتون دائمي الجلوس علي الكراسي ثابتين لا تفزعهم الاصوات ... ولا يهتمون برنين الخلاخيل السارحه امامهم ...
سالت الجميع عن الغريب فلم يدلني احد

وعدت اليه علي استحياء .. كنت اظنه سيوبخني علي طول الغياب لكنه لم يكترث
سالته : اين اجده ?
فصرخ في وجههي : انا لست الها لا اعلم كل شيئ .. لا اعلم اي شيء انه مجرد دوري في اللعبه

لكنني لم اتالم فقط شعرت باليتم الشديد .. شعرت و كانني في بحر بلا يابسه
عبرت الفناء ببطء .. و بحثت عن شيئ يلفني ... رداءا كان ام انسان
فالهروب هذه المره ليس في النهر ولا اعلم غيره وجهة لي ..

كان هذا الفراغ في صدري شديد التجويف فحتي صوت السكون كان يبث الصدي اليه ..
كنت اضحك لاخفي الرنين لكنه سمعه
نظر الي بعينان حزينتان و اعطاني كاسا
لم امانع فقد كان مشروبا صاخبا و مثيرا
شعرت ان رئتي انتفختا وكانني بكل تفاصيلي مجرد تجويف فارغ تتراقص الرياح داخله علي المزامير
طربت كثيرا و تنبهت حواسي بدغدغه لذيذه
جذبته الي و احتضتنه رغم اني لا اعرفه
طوقت جسده و قبلت شفتاه ردها باخري و اخري و ضمني بقوه كانه يشكرني

وكان رفيقي رائعا . دائما ما يضمني الي صدره في سريرنا ويغرق في سبات الملائكه . تظل افكاري تتارجح داخلي فلا تزعجه
كنت سعيده لانه لم يسالني عن حكايتي وساعدني علي الهروب كثيرا و الهدوء
لكنني تمنيت لو كنت قد قابلته في القتال او حتي في النهر

هذه الليله تسللت من بين يديه المشتبكتان حول جسدي حملت سلاحا و خرجت اطارد روحي الشارده
لم ار شيئا سوي بعض الطافيين علي النهر و رشات الضياء ينثرها القمر الملتحف بسحابه تدفئه
فاجاني صوته : هل وجدت الهك ?
ارعبني حقا لكني نظرت اليه لاول مره بلا اهتمام فهو لم يعد ذلك الرمز الحصين
تبسمت بسخريه:اهلا بالدميه المتكلمه
ابتسم ولم يرد كان يبدو عليه التردد
لكنني قررت الا اكترث ولا ارهق ذهني دائما في التوقعات منذ الان
لم اعرف ما يفكر به لكنه بات واضحا عندما شعرت بيديه تحوط خصري بقوه
ثار بركاني و دفعته عني
اجننت?
قال :لا لكنني هربت من اللعبه احتاج اليك
و انهالت الطعنات
قتلته ,, لاني لا اريد ان افهم كيف يمكن ان يكون مثلي
ولا اريد ان ادرك سخريه اللعبه
عدت الي سرير رفيقي وكان لا يزال نائما فغرزت وجههي البارد في صدره
لم يتذمر بل داعب شعري بحنان تحسدني عليه نفسي و اقتربت حتي استقر جسدي في دفئه
سالني رفيقي في اليوم التالي عن نقطه الدم الظاهره في سريرنا
نظرت اليه في ذهول ولم انطق
لكنه ضحك بشده و قبلني بخجل وغادر المكان
من الشرفه راقبت رفيقي يصيح مع الطافيين علي النهر و تتعالي ضحكاته الساخره
لاول مره انتبه ان لديه هو الاخر حكايه
لكن قاطعت افكاري احدي ذوات الخلاخيل وهي تدور حول رفيقي بدلال و عينيه تجول جسدها الانثوي
حملت سلاحا كنت اشعر ببركاني و انا انظر الي خصلات شعرها الفارع الطول تلامس كتفي رفيقي وهي تميل نحوه
هممت بالرحيل لكني لمحته يصدها بيديه و يهم واقفاثم مبتعدا
ارضي ذلك غروري قليلا لكن ظللت اتالم
و اتسائل عن رفيقي الذي كان يللهيني دائما عن همومي و يغنيني خمر جسده عن الكؤوس
لكنني لم اعرف ابدا,و تهنا سويا في تكرار الايام
حتي صار رفيقي يمضي معظم وقته قرب النهر يتابع الطافيين و يشرد بعيدا
شعرت انه يتالم لكني لم اساله عن شيئ وتجنبت الخطاب
رغم ذلك كان صدر رفيقي دائم الدفء
وجماله اساسيا في المكان كنت دائما اراقبه حتي عندما يغفو جانبي
ذات ليله رايته يتسلل من سريرنا ليحتسي كاسا
لكنني تبعته انتزعت كاسه التي هرب اليها مني و كسرتها و القيتها في صدره
ورحلت .. عبرت النهر وتهت اياما كثيره الالم
كانت انفاسي انين و افكاري تغرز كالابر في راسي
كثيرا ما كنت ابكي في المساء و اهرول نحو النهر ثم اعود
توقف بحثي عن الاله و نسيت القتال و اللعبه و الهروب
كنت مستاءه جدا من الحقيقه و من الاوقات الضائعه و ظلمي لرفيقي
و عندما بدات التجاعيد تزحف الي قررت العوده لوداع حبيبي لكني لم اجده
قالوا انه عاد للقتال مع احدي ذوات الخلاخيل
كان حبيبي بارعا جدا حتي ان ذوات الخلاخيل تخلين عنها لاجله
في بدايات الصيف كانا يعودان و كنت اجلس و كرسي علي الضفه
اتابعه يغزل خيوطه حولها و يجذبها اليه
كانت جميله و القت خلخالها في النهر لاجله
كانا يثرثران كثيرا و يتشاجران كثيرا ليس مثلنا
لكنهما كانا يرحلان معا و يعودان معا و يقفان علي النهر معا يسخران من الطافيين حتي يحين الغروب
و تتعالي ضحكاتهما من سريرنا
وكانا ايضا يبنيان كرسيا ضخما ليتجعدا عليه سويا لم ازل احب النظر الي رفيقي و حبيبته ايضا كنت احسدها كثيرا لكني لم ارد قتلها لان حملي كان ثقيلا و رغب