Tuesday, September 9, 2008

لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انْظُرْ

تعلمنا ان الله ارسل الرسل
ليعلموا الناس تعاليمه التي بها تصلح دنياهم و اخرتهم
و ليندروهم من عداب اليم ادا هم ظلموا انفسهم بكفرهم او ظلموا غيرهم

و استعملوا في دلك اساليب اقناع و ترهيب و ترغيب
هي ايضا من عند الله العليم بامور خلقه و بطبيعة الانفس الأنسانية وما يؤثر عليها سلبا او ايجابا حتي تستقيم علي مافيه صلاحها وصلاح ما حولها
و قد امرنا الله بالاقتداء بالرسول الكريم صلي الله عليه و سلم معلم البشرية
الدي يقتدي به كل معلم من بعده
ولكن مادا عن تعليم الله للرسل انفسهم
استوقفتني هده الاية لمعني جديد لم الحظه فيما سبق من قراءات
فادا بي اتأمل كيفية تحاور الله تعالي مع رسوله موسي عليه السلام وقتما طلب النظراليه تعالي
وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَىٰ صَعِقاً فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِين....الاعراف 134َ
فقلت في نفسي لا احسب نبي الله موسي من المعرضين ادا ما صرفه الله عن طلبه في كلمة واحده فهو النبي المصطفي علي بني اسرائيل برسالات الله و بكلامه ولا جرم انه سيسلم لربه بالطاعة
ولكن الله العليم الخبير بخلقه و بنفوس عباده لم يكتف بقوله تعالي لن تراني (لما في دلك من حكمة)بل اشهد موسي عليه السلام موقفا عمليا فاصلا و مقنعا له حتي قال سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِين

ولعل هدا يبعث المرء علي المقارنة بين تلك الاية و قوله تعالي في سورة البقرة (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ)و احسب ان هؤلاء القوم من بني اسرائيل لم يسئلوا طلبا في اليقين كمثل سؤال نبي الله موسي ربه و لكنهم قالوا دلك تحديا و كفرا بالله تعالي
البقرة (آية:260): واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ اربعه من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن ياتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم
اية اخري في اولي سور القران تصور نبي الله ابراهيم وهو يشهد موقفا عمليا مقنعامطمئنا له و معلما اياه "واعلم ان الله عزيز حكيم"
صدق الله تعالي
و تامل ايضا ما ارسل الله للناس من معجزاته حتي يؤمنوا بوجوده ... وان لم يأت من المعجزات ما أيقظ الناس من ضلالهم و ماز الحق من الباطل لتقلص عدد المؤمنون الفائزون علي هده الأرض .. ولاصبحت الهداية شاقة علي عامة الناس
ادن من هادين الشاهدين او الثلاثة يترائي الي ضرورة ارضاء العقل واخماد الوساوس ليس بالتبنيج ولكن بالاقناع الدي يبني علي السؤال
ولكن هل للاسئلة ضوابط؟
انا لااري ضابطا اكمل من الايمان
ودلك بان يكون سؤال المرء يخرج منه ليبحث عن اجابة لا يعلمها ولكن يوقن انها موجودة و مصدق قلبه دلك
فان لم يجد اجابة ايقن انه قصور فيه عن رؤية الحقيقة أو وهن منه في بحثه عنها
و ان تكون نية قلبه دائما "ليطمئن قلبي"فان لم يجد لسؤاله جوابا قال حسبي و ايماني الدي هو مبني علي ثقة في الله تعالي و اعتبار لغير دلك من الأسئلة المجابة اجابات شافية كاملة تصلح بها معاش الناس و تقنع العقل البشري انه
لا اله الا الله
وليس المدكور الا مشاعر خاصة و تحليل شخصي و الله اعلي و اعلم